الثلاثاء، 19 يوليو 2011

مهاجمة الأطر : من التهديد إلى التنفيذ







عندما ظهر أمس، مساء الإثنين 18 يوليوز مقال بالموقع الإلكتروني لجريدة العلم ثم بعددها ليوم 19 يوليوز 2011، بدا كما لو أن الأمر يتعلق بمجرد مقالة شاردة، لا يمكنها أن تصدر عن عاقل، و عن حزب كان يقال بأنه عريق و عن جريدة كان يقال بأنها عريقة. لكن التهديد الذي تضمنته مقالة العلم غير الموقعة، سرعان ما سيتحول إلى تنفيذ، بعد زوال يوم الثلاثاء 19 يوليوز، ليثبت بأنه كان بمثابة إشارة للاعتداء العنيف على الأطر العليا المعطلة المعتصمين بشكل حضاري و سلمي بالمقر المركزي لحزب الاستقلال بالرباط.

فهل يعقل أن يكون المواطنون البسطاء المنتمون لحزب الاستقلال متفقين على هذا الاعتداء الذي يقال بأن شباط من ورائه، و لو من البرازيل ؟ لقد برهنت العائلات المتحكمة بحزب الاستقلال أنها قطعت كل صلة بالشعب، و بأن ليس لها و لا يمكن أن يكون لها من بين الأطر العليا المعطلة المعتصمين بالمقر فرد واحد، و بأن الذين يحتجون هم من أبناء الشعب الذي تهاجمه سياسة التحالف المخزني كل يوم، و عندما يهم أبناؤه للاحتجاج تطاردهم قوات القمع في الفضاءات العمومية و الشوارع و إذا ما لجأوا إلى مقر حزب الاستقلال يتم تنظيم هجوم عنيف ضدهم في شكل عصابات تقدر ببعض المئات، و التي تقول بعض المصادر بأن أفرادا من المشاركين في هذا الهجوم جيء بهم من مدينة فاس.
الهجوم الحقيقي، ليس هو اعتصام مجموعة من خيرة شباب المغرب في مقر حزب الاستقلال، بل هو هذا الاعتداء العنيف الموثق بالصور و الذي تم خلاله قذف المعتصمين من الخارج بالزجاجات الفارغة و الحجارة زوال يوم 19 يوليوز 2011. فهل هذا يليق بسلوك حزب ؟ إنه نفس العجر السياسي ينتقل من الحكومة إلى الحزب، لا قدرة على الحوار، لا قدرة على حل المشاكل، لا قدرة على الكف عن خلق المشاكل. السياسة الحاكمة لا تفعل سوى أن تنتج المعطلين من الأطر العليا المعطلة و من غيرهم، فيما أبناء الأعيان و منهم من منهم يحظون بالمناصب العليا و بالامتيازات مهما كان مستوى كفاءاتهم و مهما كان القانون.
" المدى "